كشف التحريفات (٣٩): تحريف البخاري رواية اقتناء مروان بن الحكم الأمويِّ الأصنام في بيته

روى أحمد بن حنبل في مسنده روايةً طويلةً في فضائل
روى مسلم في صحيحه[1]: (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب وألفاظهم متقاربة، قالوا: حدثنا ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، قال: دخلت مع أبي هريرة في دار مروان فرأى فيها تصاوير، فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: قال الله عز وجل: «ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي؟ فليخلقوا ذرَّةً، أو ليخلقوا حبَّةً أو ليخلقوا شعيرةً»).
وروى أحمد في مسنده [2]: (حدثنا محمد بن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، قال: دخلت مع أبي هريرة دار مروان بن الحكم، فرأى فيها تصاوير وهي تُبنى، فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: يقول الله عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو فليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة ..إلخ).
وروى أبو بكر ابن أبي شيبة في مصنّفه [3]: (حدثنا ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، قال: دخلت مع أبي هريرة دار مروان، فرأى فيها تصاوير، فقال: سمعت النبي ﷺ يقول: يقول الله: «ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي، فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرة، وليخلقوا شعيرة».. إلخ).
 
وهذه الرواية صريحة في أنَّ مروان بن الحكم – وهو من أمراء بني أميَّة – كان يقتني الأصنام المصوَّرَة في بيته، وهي عند الثلاثة (مسلم وأحمد وابن أبي شيبة) من طريق محمد بن فضيل بإسناده إلى أبي زرعة الذي دخل مع أبي هريرة إلى بيت مروان.
إلَّا أنَّ البخاري لما نقل هذه الرواية حذف ما يشيرُ إلى ذلك، وقد تكرر منه حذفُ ما يكشفُ مخالفات ولاة بني أمية للشريعة الإسلاميَّةِ، كما أثبتنا ذلك في موارد أخرى.
 
روى البخاري في صحيحه [4]: (حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، سمع أبا هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي ﷺ، يقول: قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرَّةً أو ليخلقوا حبةً أو شعيرةً).
 
والمُلاحَظُ أنَّ البخاري ينقل الرواية من طريق محمد بن فضيل، بل ينقلها بنفسِ إسناد مُسلم، فمحمد بن العلاء في سند البخاري هو نفسه أبو كريب في سند مسلم، ما يعني أنَّ سند البخاري يشترك مع أحد أسانيد مسلم وكل هذه الطرق بأجمعها تمر من خلال (محمد بن فضيل)، واللافتُ في الأمر أنّ المحذوف له صِلةٌ بموضوع الحكم في الحديث، بل إنّ تطبيق أبي هريرة الحديث على المورد في الخارج قد يزيد بيان موضوع الحُكم وضوحاً.
 
والحاصل: إنّ أحمد بن حنبل وأبي بكر ابن أبي شيبة ومسلم والبخاري يروون الرواية من طريق محمد بن فضيل، وقد ذكروا جميعاً ما يشير إلى عمل مروان بن الحكم إلا البخاري فقد حذفه وهذا ليس بالغريب منه بعد أن تكرر منه ذلك في شأن الأمويين!
 
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] صحيح مسلم، ج5، ص482، رقم الحديث 2169.
[2] مسند أحمد بن حنبل، ج12، ص84، رقم الحديث 7166.
[3] مصنف ابن أبي شيبة، ج12، ص607، رقم الحديث 25721.
[4] صحيح البخاري، ج5، ص308، رقم الحديث 7559
أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، ولكنّ نَفْسَ شعيب الأرناؤوط المُشبعة بروح النّصب – كما سمُع منه ما يؤيّد ذلك في حياته – أبت إلا أن تُسقط هذه الرواية بالطعن في أحد رواتها، فاختار تضعيف أبي بلج الذي يرويها عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عباس (رضي الله عنه)، فقال قادحاً في هذا الرّجل: (إسناده ضعيفٌ بهذه السياقة، أبو بلج – واسمه يحيى بن سليم أو ابن أبي سليم – وإنْ وثّقه غيرُ واحدٍ قد قال فيه البخاريّ: فيه نظر. وأعدلُ الأقوال فيه أنّه يُقبل حديثه فيما لا ينفرد به كما قال ابن حبّان في «المجروحين» وفي متن حديثه هذا ألفاظٌ منكرة بل باطلة لمنافرتها ما في الصحيح ولبعضه الآخر شواهد) [انظر: مسند أحمد، ج5، ص181، رقم الحديث 3061].
وكذا كرّر الأمر عند الحديث رقم 3542 الذي ورد في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً وطعن في أبي بلج ثانيةً.
وما أن انتقل إلى أحاديث أخرى لا علاقة لها بفضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) أصبح أبو بلج (حسن الحديث) بعد أن كان يُقبل حديثه فيما لا ينفرد به، فحكم بحسن جملة من الأحاديث التي رواها أبو بلج، فتأمّل. وهذه أرقامها في المُسند:
7966
7967
8426
8660
8753
9233
10738
15451
18279
18280
0 0 الأصوات
Article Rating
اشعار
guest
0 Comments
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
ردود الفعل المضمنة
عرض جميع التعليقات