(4) المورد الرابع
روى الحافظ الطحاويّ في كتابه (شرح مشكل الآثار، ج2، ص281 – 282، رقم الحديث 811، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1427 هـ/2006م): (كما حدثنا أحمد بن داود بن موسى، حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، وكما حدثنا أحمد بن شعيب، أخبرني محمد بن وهب، حدثنا محمد بن سلمة، ثنا ابن إسحاق، عن يزيد بن محمد بن خثيم، عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خثيم، عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة – ذكرها أحمد بن داود في حديثه ولم يذكرها أحمد بن شعيب – فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام بها رأينا ناساً من بني مدلج يعملون في عين لهم أو في نخل، فقال لي علي: يا أبا اليقظان، هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون؟ قال: قلت: إن شئت فجئناهم، فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في ظل صور من النخل، وفي دقعاء من التراب فنمنا فوالله ما نبهنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها، فيومئذٍ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: ما لك يا أبا تراب؟ لما يرى عليه من التراب، ثم قال: ألا أحدثكما بأشقى الناس؟ قلنا: بلى يا رسول الله قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه. ووضع يده على قرنه حتى يبل منها هذه وأخذ بلحيته).
قال المحقق شعيب الأرناؤوط: (حديث صحيح لغيره).
وروى أيضاً في نفس الكتاب (ج2، ص285-286): (كما حدثنا فهد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا فطر بن خليفة، حدثنا أبو الطفيل قال: دعا علي الناس إلى البيعة، فجاء عبد الرحمن بن ملجم فرده مرتين، ثم قال: ما يحبس أشقاها ليخضبن أو ليضعن هذا من هذه للحيته من رأسه، ثم تمثل بهذين البيتين:
اشدد حيازيمك للمو … ت فإن الموت آتيكا
ولا تجزع من القتل … إذا حل بواديكا)
قال المحقق شعيب الأرناؤوط: (إسناده صحيح على شرط البخاري)